الفروسية SPORT EQUESTRES
الفروسية وركوب الخيل رياضة عريقة لها تاريخها الطويل، الذي يعود إلى عصور الحضارة البشرية الأولى عندما استطاع الإنسان ترويض الحصان، واستخدامه كوسيلة من وسائل النقل والصيد، وكوسيلة عسكرية وحاسمة في مساحات الوغى والقتال.
وتدل النقوش الأثرية القديمة أن فن الفروسية وقواعد وكوب الخيل كانت معروفة في المجتمعات الحضرية وحتى البدوية، أما أقدم هذه النقوش فهي النقوش الحثية التي تعود في تاريخها إلى سنة 1400ق.م ولا شك أن الفراعنة والحثيين واليونان وغيرهم من الشعوب القديمة قد برهنوا وإن ينسب متفاوتة، على مهارة فائقة في الفروسية، قبل ميلاد المسيح بمئات السنين.
وكان الهنود الحمر يمتطون الخيول بلا برادع أو لجم، ويحمل الفارس منهم القوس والنشاب بيديه، ويستعيض عن اللجام والبردعة بالاعتماد على توازن جسمه وركبتيه للسيطرة على حصانه.
أما السرج فلم يستعمل إلا بعد القرن الرابع الميلادي وكان مناسبا جدا للفرسان المدججين بالسلاح فاستعملته أوروبا استعمالا واسعا في العصور الوسطى ولم تكن دراسة الفروسية رائجة أو معروفة إلا نادرا، غير أن ظهور الفرسان بأسلحتهم الثقيلة ولا سيما في الحروب الصليبية، دل على أن فجر الفروسية في أوروبا قد بدأ فعلا.
أما العرب والمغول والفرس فلم يستعملوا الأسلحة الثقيلة لذلك استعملوا الركائب القصيرة وكانوا يعتمدون على التوازن لا على اللجام للسيطرة على الخيول.
وأدى احتلال العرب لإسبانيا وسيطرتهم على بلاد الأندلس إلى تحول في طريقة ركوب الخيل عن الأوروبيين وصنف أبن حديل العربي كتابا تحدث فيه عن أسس الفروسية في القرن الخامس عشر، وفي القرن السادس عشر انتعش فن الفروسية في إيطاليا وفرنسا، وكانت إيطاليا أكثر تقدما وأجود مهارة في الفروسية بفضل (بغنانيلي) وتعاليمه، فاستخدم النبلاء الأوروبيون الفرسان الإيطاليين ولمدة طويلة من الزمن.
وكانت القرن السابع عشر عصر الفروسية التي أصبحت على مستوى من الكمال والاحترام في فرنسا وإيطاليا وألمانيا وإنكلترا وذلك بفضل تعاليم (بغنانيلي) الإيطالي.
في عام 1733 نشر (ديلاغراتييري) كتابا في الفروسية اقترح فيه التقنية الحديثة لركوب الخيل ووضع أسسا علمية في ذلك.
في هذه الأثناء وجدت مدرسة فيينا النمساوية للفروسية التي كبرت وازدهر وكان موقعها الكلاسيكي والأكاديمي ممتازا فأنشأت لها فروعا في فرنسا والولايات المتحدة الأميركية وجنوب أميركا اللاتينية والأرجنتين.
وما زالت هذه الرياضة تنمو وتزدهر، من خلال مدرسة الفرسان التي نشأت في القرن الثامن عشر ومن خلال المدرسة الأسبانية التي أسهمت في تطور الفروسية إسهاما بارزا ومن خلال المدرسة التي وضعها الاتحاد الدولي للفروسية في نهاية القرن التاسع عشر وفي بداية القرن العشرين.
وفي سنة 1900 دخلت هذه الرياضة المنهاج الأولمبي في الدورة الثانية لهذه الألعاب، فأخذت بذلك مكانها إلى جنب الرياضيات العالمية الأخرى.
وتقام في الفروسية ثلاث مسابقات محددة في المنهاج الأولمبي هي :
1. مباراة الترويض DRESSAGE :
تعتبر هذه المسابقة من المسابقات المهمة في لعبة الفروسية وتسمى لعبة المدارس العالية في الفروسية وذلك لأنها تخضع لمقاييس تختلف عن بقية الألعاب.
وفي هذه المسابقة على الفارس والجواد التعاون سوية بدقة وإتقان وجمال لتأدية الحركة المطلوبة فالحصان يجب أن يتمتع بالذكاء والذاكرة القوية والحساسة بينما يجب على الفارس أن يقود جواده ليلبيه بدون أوامر.
أما الدرجة فتمنح ليس فقط على أساس الحركات الصعبة بل وفقا للطريقة الجيدة والجميلة التي تؤدي بها الحركات.
وعلى العموم يجب على الفارس والفرس أن يظهرا أمام لجنة التحكيم وكأنهما يؤديان حركة بدون جهد مع الابتسامة والرضا عن العمل.
ويتوجب على الفارس أن لا يحث فرسه أو يأمره بأي نداء أو صوت أثناء المسابقة وعليه أن يقود جواده بيديه معا.
أما مساحة ملعب الفروسية للترويض فطولها ستون مترا وعرضها عشرون مترا.
2. مسابقة الوثب LE GUMPIN
وهي مسابقة قفز عن الحواجز، ابتدأت فعليا في القرن التاسع عشر ويمكن للرجال والسيدات الاشتراك في مسابقتها وهي مسابقة تعتمد على قيام الفارس بالوثب من فوق عدة حواجز يتراوح عددها بين ستة وثمانية حواجز موضوعة ضمن مخطط معين وارتفاع الحاجز لا يقل عن 140 سنتم.
وعامل السرعة في هذه المسابقة لا تأثير له إلا في حال التعادل بالنقاط. ويعاقب الفارس أثناء المسابقة فتحسم منه نقاط معينة إذا تسبب في سقوط أي حاجز ويعتبر الجواد خارج السباق إذا امتنع عن الوثب من فوق الحاجز مرتين.
3. المسابقة المتكاملة CONCOURS COMPLET
هذه المسابقة من اجمل مسابقات الفروسية التي تقام خلال الدورات الأولمبية، وتقام خلال ثلاثة أيام متتابعة، وتتضمن ثلاث مسابقات وعلى الفارس المشترك في هذه المسابقة أن يركب نفس الجواد في هذه المسابقات وهي : الترويض وسباق عمق وسباق حواجز.
وهي مسابقة كانت مخصصة لغاية الدورة الأولمبية الثالثة عشرة التي أقيمت في لندن للفرسان في الجيوش الحربية وكانت تسمى (بطولة سلاح الفرسان) ثم دخلت المسابقات الأولمبية وسمح للمدنيين بالاشتراك بها.
وسميت منذ ذلك الحين المسابقة المتكاملة.
ويتضمن سباق الترويض خمس مسابقات ومسافته 35كلم موزعة ما بين الجري لمسافة معينة وبسرعة محددة، وتوقيت زمني معين في ممرات ضيقة وسباق حواجز يتضمن 12 حاجزا وسباق سرعة وسباق ضاحية يتضمن 33 حاجزا.